منتخبات شمال إفريقيا.. من هو الأقرب للتتويج بلقب "كان2021" في الكاميرون؟
يترقب الشارع الرياضي العربي ظهور منتخبات المنطقة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، المقررة في دولة الكاميرون، في الفترة ما بين تاسع يناير وسابع فبراير المقبلين، وذلك بعد الأداء الذي ظهروا به خلال مسابقة كأس العرب "فيفا" للمنتخبات الأخيرة في قطر.
باستثناء المنتخب المغربي، فإن منتخبات الجزائر وتونس ومصر، تعتمد على عدد كبير من الأسماء التي شاركت في "مونديال" العرب، وذلك قبيل أزيد من أسبوعين عن التظاهرة القارية، حيث تبقى الحظوظ متباينة، بالنظر لقوة المنتخبات المشاركة في البطولة.
منتخب الجزائر.. حامل اللقب الذي يسعى للدفاع عنه
يبقى المنتخب الجزائري مرشحا بارزا للعب المباراة النهائية لـ "كان2021"، في السابع من فبراير القادم، باعتباره حاملا للقب خلال النسخة الماضية بمصر سنة 2019، تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، الأخير الذي يسعى إلى تكرار الإنجاز نفسه مع "الخضر" في دورة الكاميرون.
مقارنة بالفريق الذي توج بطلا لإفريقيا، فإن التركيية البشرية لم تتغير معالمها، حتى أن زادت قوة مع توالي المواجهات، حيث يحتفظ الفريق الوطني الجزائري بسجل طويل خال من الهزائم، أكده خلال مشاركته في تصفيات كأس العالم 2022، حيث حجز تذكرة العبور للعب مباراة السد الفاصلة.
عودة إلى البطولة العربية الأخيرة بقطر، التي شارك فيها بالمنتخب الرديف، مكونا من اللاعبيين الممارسين في الدوري المحلي والبطولات العربية، فإن التشكيلة المتوجة باللقب، تعتبر نواة حقيقية للمنتخب الأول، بوجود أسماء مثل يوسف البلايلي وبعداد بونجاح، بالإضافة إلى النجم ياسين براهيمي وسفيان بندبكة، دون أن نغفل التركيبة الدفاعية التي يقودها جمال بلعمري إلى جانب الظهيرين إلياس شطي والحسين بن عيادة، وخلفهم الحارس المخضرم رايس مبولحي.
وينضاف على هذه الثلة من الأسماء، خلال "الكان" المقبل، الحضور القوي للاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية؛ في مقدمتهم رياض محرز، نجم ماشستر سيتي الإنجليزي، سعيد بنرحمة، لاعب ويست هام الإنجليزي، سفيان فيغولي، لاعب غلطة سراي التركي، آدم وناس، لاعب نابولي الإيطالي، اسماعيل بناصر، لاعب ميلان الإيطالي، بالإضافة للمدافع رامي سبعايني، لاعب بروسيا مونشنغلادباخ الألماني.
جدير بالذكر أن المنتخب الجزائي يوجد في المجموعة الخامسة، إلى جانب منتخبات الكوت ديفوار، غينيا الاستوائية وسيراليون.
"أسود الأطلس" ورحلة البحث عن اللقب الثاني إفريقيا
أعلن الناخب الوطني، وحيد حليلوزيتش، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، عن اللائحة النهائية لـ 25 لاعبا الذين وجهت لهم الدعوة للمعسكر الإعدادي المقبل، تأهبا لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، في الفترة ما بين تاسع يناير وسابع فبراير المقبلين.
قائمة لم تشكل الاستثناء عن سابقاتها، حيث ظهرت لمسة حاليلوزيتش الذي ظل وفيا لاختياراته المعهودة وقناعاته، محافظا على أغلب الركائز التي اعتمد عليها، خلال مشوار التصفيات، والتي أضحت تشكل النواة الصلبة للمنتخب المغربي الأول، بعد القطيعة مع الجيل السابق الذي خاض "كان2019" بمصر.
رغم ظهور اسمين جديدين ضمن القائمة، على غرار عبد الصمد الزلزولي، نجم برشلونة الإسباني وعز الدين أوناحي، متوسط ميدان فريق أنجيه الفرنسي، إلا أن الناخب المغربي وضع ثقته في أسماء بدأ المتتبع المغربي يتعود على رؤيتها بقميص "الأسود"، على غرار أيمن برقوق وإلياس شاعر وريان مايي، بهدف بلوغ نصف نهائي البطولة القارية، ما لم يتحقق منذ سنة 2004، حين بلغ "الأسود" الدور النهائي.
بالعودة إلى قائمة الـ 23، فإنه باستثناء ست لاعبين؛ ياسين بونو وغانم سايس وأشرف حكيمي وفيصل فجر وسفيان بوفال ويوسف النصيري، باقي العناصر يكتشفون أجواء "الكان" لأول مرة، حتى أن جلهم لم يسبق له خوض مباراة في "الأدغال" الإفريقية، على اعتبار حداثة عهده في حمل القميص الوطني.
ناهيك عن غياب عنصر التجربة، الذي يميز خيارات حليلوزيتش، حيث نجد أسماء عدة تحت سقف 24 سنة، على غرار عبد الصمد الزلزولي (20 سنة)، زكرياء أبو خلال (21سنة)، عز الدين أوناحي (21 سنة)، عمران لوزا (22 سنة)، سفيان الكرواني (21سنة)، أيمن برقوق (23 سنة) أشرف حكيمي (23 سنة) وسفيان علاكوش (23 سنة).
ورغم كل هذه المعطيات، يرشح النقاد المنتخب الوطني المغربي للمنافسة على لقب "كان2021"، اعتماداعلى الأرقام والإحصائيات الأخيرة، حيث حقق "الأسود" العلامة الكاملة في مشوار تصفيات كأس العالم 2022، كما لم يعرف الفريق طعم الهزيمة في تصفيات كأس الأمم.
إلا أن الأرقام قد تبدو خادعة، بالنظر إلى الظرفية التي عاشها المنتخب المغربي، منذ شتنبر 2019، حيث لم يواجه صعوبات كبرى خلال مبارياته الرسمية، مكتفيا بتنقلاته الخارجية الثلاث في تصفيات "الكان"، حين تعادل مع موريتانيا وانتصر أمام بوروني وإفريقيا الوسطى، قبل أن تساهم بعض الظروف الاستثنائية في خوضه لكل مبارياته ضمن الدور الثاني من تصفيات "المونديال"، داخل المغرب، ما سهل مأموريته لحجز بطاقة العبور للدور الفاصل، قبل جولتين من نهاية مرحلة المجموعات.
وأول اختبار حقيقي للمنتخب الوطني، تحت إمرة وحيد حليلوزيتش، هي منافسات "كان2021"، بداية بمواجهة المنتخب الغاني، في 10 يناير المقبل، حيث ستتشكل صورة واضحة عن مدى قدرة هذا الفريق للمنافسة على اللقب قبل التفكير في المباراة الفاصلة المؤهلة إلى "مونديال 2022"، والتي ستجرى، بنظام الذهاب والإياب، في مارس المقبل.
المنتخب التونسي.. "نسور قرطاج" بأسماء شابة في الكاميرون
على غرار المنتخب الجزائري الذي أسقطه في نهائي كأس العرب، قبل أيام، في العاصمة القطرية الدوحة، يحاول المنتخب التونسي استغلال مشاركته تلك، من أجل تجهيز منتخب قوي للمشاركة في "كان" الكاميرون، تحت قيادة الإطار مندر الكبير.
الناخب التونسي، لن يغير كثيرا من معالم المنتخب الذي ظهر في البطولة العربية، والذي استفاد من حضور بعض المحترفين في أوروبا، على غرار الحارس معز الحسن (بريست الفرنسي)، ياسين مرياح ومنتصر الطالبي (ريزيسبور التركي)، محمد دراغير (أولمبياكوس اليوناني)، بالإضافة للمحترفين في الدوريات العربية، على غرار يوسف المساكني وفرجاني ساسي ونعيم السليتي وسيف الدين الجزيري وسعد بكير.
الدوري المحلي التونسي، سيكون أيضا ممثلا في قائمة الكبير، حيث من المنتظر أن تعرف القائمة حضور عاطف الدخيليى حارس مرمى النادي الرياضي الصفاقسي، بالإضافة لزميله فراس شواط، محمد أمين بن عمر ووجدي كشريدة (النجم الساحلي)، محمد بن رمضان والحارس فاروق بن مصطفى (الترجي التونسي).
قائمة المحترفين في الدوريات الأوروبية، يقودها وهبي خزري، صانع ألعاب سانت إيتيان الفرنسي، في انتظار ظهور بعض الأسماء الجديدة، على غرار "التونسي-النرويجي" سيباستيان تونيكتي، لاعب فريق بودو النرويجي، بالإضافة ل"الفرنسي-التونسي" عيسى العيدوني، لاعب فيرينسفاروس الهنغاري.
ويظل المنتخب التونسي، الذي يوجد في مجموعك تضم مالي وغامبيا وموريتانيا، (يظل) معتادا على لعب أدوار متقدمة في البطولات الإفريقية، حيث أقصي في دور نصف النهائي، خلال دورة مصر الأخيرة، على حساب المنتخب السنغالي، بهدف في الشوطين الإضافيين.
المنتخب المصري.. فرصة لمحو إخفاق "كان2019"
يبقى المنتخب المصري، على الورق، الحلقة الأضعف بين منتخبات شمال إفريقيا، في رحلتها نحو التتويج القاري، خلال دورة الكاميرون المقبلة، والتي يدخلها "الفراعنة" برغبة في محو إخفاق النسخة السابقة، التي أقيمت على أرضه، حيث خرج زملاء محمد صلاح من دور ثمن النهائي، على حساب منتخب الكونغو الديمقراطية.
في مجموعة رابعة تضم كل من السودان وغينيا بيساو ونيجيريا، تبقى حظوظ المصريين وافرة لبلوغ دور ثمن النهائي، إلا أن الرأي العام الرياضي المحلي يتطلع لتحقيق إنجاز أفضل، كما حصل في دورة الغابون 2017، حين تمكنوا من بلوغ المباراة النهائية، قبل الهزيمة أمام المنتخب الكاميروني بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد.
القائمة الأولية من 31 لاعبا التي وجها لها الناخب الوطني، البرتغالي كارلوس كيروش، الدعوة، لم تخل من مفاجئات، باستثناء غياب طارق حامد، متوسط ميدان فريق الزمالك المصري، حيث نجد جل الأسماء المحترفة البارزة، في مقدمتها محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، مصطفى محمد، لاعب غلطة سراي التركي، وعمر مرموش، موهبة فولسبورغ الألماني، هذا الثلاثي الذي من المنتظر أن يقود هجوم المنتخب الوطني.
في خط الوسط، نجد أسماء شاركت مع المنتخب في بطولة العرب، على غرار القائد عمرو السولية، حمدي فتحي، محمد مجدي أفشة، أحمد سيد زيزو، تنضاف إلى كل من محمد النني ومحمود تريزيغيه، المحترفين، تواليا، في أرسنال وأستون فيلا بالدوري الإنجليزي الممتاز.
في خط الدفاع الذي يقوده أحمد حجازي، يثق مدرب الفراعنة في كل أيمن أشرف، أحمد فتوح، أكرم توفيق، محمود الونش، أسماء تألقت في بطولة العرب للمنتخبات، قبل الهزيمة أمام المنتخب التونسي، بهدف غادر، في الأنفاس الأخيرة من مواجهة دور تصف النهائي.